السبت، 14 أغسطس 2010

13 نوفمبر 1918 بدايات ثورة 1919

7 نوفمبر 1918 أصدرت فرنسا وبريطانيا تصريحا مشتركا , عبرتا فيه عن رغبتهما فى تحرير الشعوب التى كانت خاضعه للأحتلال التركى.
فى نوفمبر 1918 شكل المندوب السامى البريطانى لبحث مستقبل الجمعيه التشريعيه , برئاسة حسين رشدى
وعضوية كل من عدلى وثروت وشيتهام وبرونيت , طلب رشدى من برونيت وضع مذكرة حول الاصلاح الدستورى فى مصر .
برونيت وضع مشروع تجاهل مهمة اللجنه (هى أتخاذ الوسائل اللازمه للتقدم الدستورى فى مصر) , وجعل مشروعه مصر مستعمرة بريطانيه لا أمل فى أستقلالها وكان برونيت يهدف الى أقناع الاجانب بالموافقه على الغاء أمتيازاتهم حتى تبقى السلطه فى يد المندوب السامى البريطانى.
ما أن تسلم رشدى هذا المشروع فى أواخر أكتوبر 1918 حتى أستاء منه بشده ورغم أن تقرير برونيت يعتبر وثيقه سريه , الا أن رشدى حرص على أذاعته ونشره بطول مصر وعرضها , وفى نفس الوقت بادر بنشر مشروعه الدستورى الذى وضعه مع عدلى يكن يعارض فيه
مشروع برونيت.
عم السخط المصريين عند أذاعة المشروع البريطانى والرد عليه ,أذ أتضح للمصريين أهداف السلطه البريطانيه فى مصر من أهدار الاستقلال الداخلى التى نالته عام 1840 لأن مشروع برينتت قد أنزل مصر الى مرتبة المستعمرات بجعل السلطه العليا فى التشريع
فى يد مجلس الاعيان الذى يتألف من المستشارين والموظفين البريطانيين و15 أجنبيا و30 مصريين لا تتألف أغلبية هذا المجلس
فى أجتماع 3 نوفمبر 1918 طلب السلطان فؤاد من السير وينجت المندوب السامى البريطانى رغبتة فى جعل مصر ملكية دستورية لها مجلس وطنى
فى 11نوفمبر 1918 وبناسبة أعلان الهدنه أرسل السلطان فؤاد الى الرئيس الامريكى ويلسون تهنئه بأنتصار الحلفاء ورجا السلطان فى نهاية برقيته أن تكون المطالب المصريه موضع رعاية الرئيس الامريكى وعطفه ,كان السلطان فؤاد أرسل البرقيه بدون علم السير وينجت
وكان تعليق المندوب السامى أن البرقيه من أعداد رشدى بالاشتراك مع محامى أيطالى صديق للسلطان , كما كان يعتقد أن حزب سعد زغلول المتطرف له أصبعا فيها
رشدى وعدلى بتأيد من السلطان كانا يعتزمان السفر لأوربا للمطالبه بحقوق مصر, وفى نفس الوقت توالت أجتماعات سعد زغلول و محمد محمود ولطفى السيد وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وأنضم لهم محمد على علوبة و و عبد اللطيف المكباتى وكانت الاجتماعات تتم فى منزل سعد زغلول فى القاهرة أو فى عزبته بمسجد وصيف , وقد أثمرت هذه اللقاءات عن تكوين الوفد المصرى
فى 22 أكتوبر دعى السير وينجت الامراء وحسين رشدى وعدلى يكن وسعد زغلول وأخرين الى حفلة فى الاسكندريه , ورغم ما محاولة السير وينجت أختراق المصريين فى الحفله فقد أتفق المصريين على ضرورة عرض قضية مصر فى مؤتمر الصلح
وقد أنتهت الاجتماعات واللقاءات والمشاورات أن قرر سعد زغلول ورفاقه من حزب الامه ورشدى باشا ويكن باشا على تأليف وفدين
وفد رسمى يمثل الحكومه المصريه مكون من رشدى وعدلى ووفد أهلى يمثل الامه المصريه من سعد زغلول وأخرين للسفر لأنجلترا لحل القضيه المصريه مع الحكومه البريطانيه مباشرة , كما أتفقوا على أنتداب ثلاثه منهم : سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى للذهاب لدار الحماية ومقابلة المندوب السامى البريطانى بغرض الترخيص لهم بالسفر الى أنجلترا لعرض المطالب وسؤاله عن نية دولته فى مصير مصر
فى 11 نوفمبر1918 قابل سعد زغلول ياور المندوب السامى البريطانى
طلب فيه تحديد موعد مع السير وينجت , وبعد يومين حدد المندوب السامى
المقابلة يوم 13 نوفمبر 1918
اللقاء
--------
سعد زغلول : يريد أن يعرف ما هو الخير الذى تريده أنجلترا لمصر وخاصة أن المصريون قلقون على مستقبلهم
السير وينجت : طلب من الوفد الا يتعجلوا وأن يكونوا متبصرين فى سلوكهم ,قال أن المصريون لا ينظروا للعواقب بعيدة المدى
سعد زغلول : ما معنى هذه العبارة ؟
السير وينجت : المصريين ليس لهم رأى عام بعيد النظر
سعد زغلول: ينفى بدليل أنه منتخب فى الجمعيه التشريعيه عن قسمين من أقسام القاهرة , وكان أنتخابه بمحض أرادة الرأى العام برغم معارضة الحكومة واللورد كتشنر فى أنتخابه وكذا الامر مع زميليه
السير وينجت : محذرا أياهم من المصير الذى أنتهت حركة الحزب الوطنى قبل الحرب وأنها أضرت مصر ولم تنفعها ثم تسأل ما هى أغراض المصريين ؟
على شعراوى : أننا نريد أن نكون أصدقاء لأنجلترا صداقة الحر للحر لا العبد للحر
السير وينجت: أندهش ! ثم قال أذا أنتم تطلبون الاستقلال
سعد زغلول : نعم ونحن أهل له وماذا ينقصنا ليكون لنا أستقلال كباقى الامم المستقله
السير وينجت: أن الطفل أذا أعطى من الغذاء أزيد مما يلزم يتخم
عبد العزيز فهمى: نحن نطلب الاستقلال التام ثم أن الحزب الوطنى كان يعبر عن أمل المصريين جميعا فى الاستقلال التام وهو مبدأ حزب الامه نفسه الا أن طريقته أخف حدة من الحزب الوطنى ,ان كان الغرض منه تحقيق الهدف نفسه بطريقه تمنع الاعتراض , وأن طلب الاستقلال التام ليس مبالغ فيه بل أن مصر أرقى حضارة من البلغار والصرب والجبل الأسود الذين نالوا أستقلالهم قديما وحديثا
السير وينجت : نسبة الاميه فى مصر كبيره عنها فى البلاد التى ذكرتها
عبد العزيز فهمى: أن هذه النسبه مسأله ثانويه فيما يتعلق باستقلال الأمم , ,ان شروط الاستقلال التام متوفرة فى مصر ,فأن لها تاريخا قديما وسوابق فى الاستقلال التام وسكانها عنصر واحد وذو لغة واحدة وهم كثيروا العدد وبلادهم غنيه
السير وينجت: أن بلاد العرب التى حصلت على أستقلالها لن تقدر على حكم نفسها
عبد العزيز فهمى: ذلك راجع للمستقبل وبلاد العرب دون مصر بمراحل وقد حصلت على أستقلالها وبالتالى فمصر أجدر بذلك
السير وينجت : أن مصر كانت عبدا لتركيا ,أفتكون أحط لو كانت عبدا لأنجلترا
على شعراوى: نحن نريد نكون أصدقاء لأنجلترا صداقة الاحرار لاصداقة العبيد
السير وينجت:لكن مركز مصر حربيا وجغرافيا يجعلها عرضه لأستيلاء كل دولة قويه عليها وقد تكون غير أنجلترا
سعد زغلول: متى ساعدتنا أنجلترا على أستقلالنا التام , فأننا نعطيها ضمانة فى طريقها للهند وهى قناة السويس , بأن نجعل لها دون غيرها
حق احتلالها عند الاقتضاء ,بل نحالفها على غيرها ونقدم لها عتد الاقتضاء ماتستلزمه المحالفه من الجنود , ثم قال سعد اننا نتكلم بهذه المطالب بصفتك ممثلا لهذه الدوله العظمى , وعند الاقتضاء نسافر لنتكلم مع ولاة الامور فى أنجلترا ولانلتجىء هنا لسواها , ولا فى الخارج
لغير رجال الدولة الانجليزية
===================
المصدر كتاب دار المندوب السامى فى مصر (1914-1924) الجزء الثانى تأليف الدكتوره ماجدة محمد حمود سلسلة تاريخ المصريين

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

تاريخ لو تأملناه حقا
لو عرفناه حقا لحللنا مشاكلنا التى دائما ما نكررها ببراعه دائما ما لا نتعمل من اخطأئنا